السياسيةالمشهد العراقيثقافة ومجتمعمنوعات

نينوى تنتخب… والإعلام يقود المشهد.

الإعلام يتقدّم الصفوف في حملة التوعية الانتخابية.. نينوى تنبض بالديمقراطية..

في مشهد يفيض بالحيوية والمسؤولية الوطنية، شهدت مدينة الموصل يوم الأحد، الأول من حزيران 2025، انطلاق فعاليات منتدى قادة الرأي – الإعلاميين، ضمن حملة التوعية الانتخابية، التي تنظمها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالتعاون مع شبكة عين، وشبكة شمس، وشبكة تموز لمراقبة الانتخابات.

وقد شكّل هذا المنتدى منصة حيوية جمعت تحت سقف واحد نخبًا إعلامية وسياسية وقانونية، حملت على عاتقها مسؤولية إنعاش الوعي الانتخابي في محافظة نينوى، وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة في قلب المجتمع الموصلي.

افتُتحت الجلسة بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ نوفل الراوي، رئيس نقابة الصحفيين فرع نينوى، مرحّبًا بالحضور من قادة الرأي والإعلاميين وممثلي الأحزاب والكيانات السياسية، مشيدًا بالدور الحيوي للإعلام في دعم جهود المفوضية ورفع سقف الشفافية في العملية الانتخابية. وأكد الراوي أن “الإعلام الحر هو الركيزة التي تنهض عليها الديمقراطية، وهو الجسر الذي يربط المواطن بالحقيقة”.

وفي مداخلة ثرية، تحدث الأستاذ سفيان المشهداني، مدير إعلام مكتب انتخابات نينوى، مؤكدًا أن الإعلام ليس طرفًا خارجيًا، بل شريك استراتيجي في خلق بيئة انتخابية نزيهة، من خلال التوعية وتوضيح الإجراءات، وتجاوز العقبات التي تواجه عمل المفوضية، بالتنسيق مع جميع الأطراف السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني

أما الأستاذ أحمد يوسف، مسؤول الشعبة القانونية، فقد قدّم عرضًا مفصّلاً حول قانون انتخابات مجلس النواب لعام 2025، مسلطًا الضوء على أهمية المشاركة والتصويت، من خلال تشكيل فرق مراقبة طويلة الأمد، وتحديث سجل الناخبين، وتسجيل المرشحين والتحالفات ضمن إطار قانوني رصين.

وتحدّث الأستاذ أحمد صلبي، مسؤول شعبة التدريب، عن التحديث البايومتري واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الانتخابات، كضمانة لتقليل الأخطاء وتيسير عملية التصويت، في سعي نحو انتخابات أكثر دقة وعدالة.

من جهتها، سلّطت الأستاذة شيماء عاصم، عضو لجنة الدعم الانتخابي، الضوء على المشاركة النسوية في العملية السياسية، مشيرة إلى أن الكوتا النسائية التي تضمن تمثيلًا لا يقل عن 25%، خطوة مهمة لتعزيز حضور المرأة، إضافة إلى ضرورة تمكين الشباب وذوي الإعاقة، ودعم منظمات المجتمع المدني في رفع مستوى الوعي والمشاركة المدنية.

الورشة لم تكن أحادية الصوت، بل كانت منصة حوار حقيقي. حيث طرح الأستاذ عدنان العابد، مدير مؤسسة عين العراق للصحافة والإعلام فرع نينوى، سؤالين مهمين أثارا نقاشًا حيويًا. الأول تناول عزوف الطبقة المثقفة عن الانتخابات، مقابل المشاركة الواسعة لشرائح اجتماعية أخرى، وما يرافق ذلك من تجاوزات قانونية لبعض المرشحين، كانت أحد الأسباب لزعزة الثقة لدى البعض..

أما السؤال الثاني، فكان في صميم الجانب القانوني، حيث ناقش وعود المرشحين الخارجة عن صلاحياتهم، كالوعود بمنح رواتب الرعاية الاجتماعية أو تنفيذ مشاريع خدمية، مما يزرع خيبة أمل لدى الناخبين ويفقدهم الثقة بالعملية الانتخابية. ودعا العابد إلى إعادة النظر بالتشريعات لضبط سقف الوعود الانتخابية وتحديد صلاحيات المرشحين بشكل صارم.

اختتمت الورشة بسيل من الأسئلة والتوصيات، وسط أجواء عكست توق المجتمع الموصلي لانتخابات نزيهة وواعية. لقد رسمت هذه الفعالية معالم مرحلة جديدة، يكون فيها الإعلام شريكًا حقيقيًا في التغيير، وقادة الرأي الإعلاميون حملة مشاعل الوعي.

وبذلك، فإن منتدى قادة الرأي – الإعلاميين لم يكن مجرد ندوة، بل كان خطوة مدروسة نحو استعادة الثقة بصناديق الاقتراع، وإعادة الاعتبار لحقٍ دستوري لا يُمارس بالنيابة، بل يتطلب وعيًا، إرادة، ومشاركة فاعلة من الجميع.

الإعلامي

عدنان العابد

مدير مؤسسة عين العراق للصحافة والإعلام فرع نينوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى